حيث عبر القادة الحزبيون الثلاثة خلال مؤتمر صحفي جمعهم بوسائل الاعلام الوطنية في اعقاب اختتام الملتقى المغاربي عن انشغالهم العميق بالوضع الحالي الذي أضحى يثير قلق العديد من المتتبعين وينبئ بتفاقم الوضع الاقتصادي والأمني و يضيع على المنطقة فرص النماء والتحديث
،حيث اعتبرت الدكتورة زهور الشقافي الامينة العامة لحزب المجتمع الديمقراطي أن ما يدعو اليوم و بإلحاح الى قيام اتحاد مغاربي متكامل الاطراف فضلا عن أواصر الرحم والتاريخ والهوية المشتركة التي تجمع شعوب المغرب العربي فيما بينها، هي الحقائق التي أضحى يفرضها الواقع الأمني والسياسي و ا لاقتصادي والتي تجعل منه شرطا رئيسيا لدوام استقرار اقطار هذا الفضاء المغاربي
وعبرت السيدة الامينة العامة بالمناسبة عن ارتياحها للجو الإيجابي الذي ميز أشغال هذا اللقاء المغاربي والذي سيشكل النواة الأولى لقيام اتحاد الأحزاب المغاربية معبرة عن أسفها لعدم تمكن الوفد الجزائري من الحضور في أشغال هذا الملتقى بعد ان تعذر عليه مغادرة التراب الجزائري وعبرت السيدة الشقافي عن أملها في التحاق باقي الأحزاب المغاربية الاخرى والتي ستكون عضوا ومكونا فاعلا في المؤتمر الشعبي العربي
من جانبه اعتبر الدكتور عبد السلام حرمة رئيس حزب الصواب الموريتاني ان ما يدفع اليوم هذه الأحزاب الى الدعوة الى إعادة احياء الاتحاد بعيدا عن الحسابات السياسية ، هي الحقائق الاستراتيجية والحقائق التاريخية والتحديات الاقتصادية والأمنية مشددا على ان مستقبل أقطار الاتحاد المغاربي سيكون مرهونا بتكاملها واندماجها ،واردف الدكتور أن عدم قيام اتحاد المغرب العربي الآن يضيع ما يزيد عن 70 بالمائة من فرص التنمية والتطوير والتحديث مبرزا حجم التكامل الحقيقي الموجود بين اقطاره من حيث البنية الإنتاجية الجيدة المتمركزة في بعض بلدانه والأسواق الكبيرة في بعضه الآخر مشددا على أن كل ثروات الدنيا وكل الموارد البشرية التي تنهض عليها الامم موجود في الفضاء المغاربي لكنها معطلة و مهدورة بسبب سوء الحكامة وغياب التكامل والاندماج
كما طالب أيضا الدكتور حرمة عبد السلام جميع المتدخلين في تدبير الشأن العام وصناع القرار السياسي بالمغرب العربي بضرورة تكثيف الجهود وتوحيد الرؤى من أجل تحقيق اندماج مغاربي متكامل ووحدة مغاربية شاملة على جميع الاصعدة وفي مختلف الميادين
وعبر الدكتور في ختام مداخلته عن أمله في خوض انتخابات مغاربية للأحزاب المشاركة في الاتحاد أو التي ستلتحق به مستقبلا بشعار انتخابي موحدا كدلالة على تفعيل هذا الاتحاد المغاربي والذي بحسب الدكتور سيعطي دفعة قوية وقوة انتخابية لمن سيربحها
من جهته أوضح الأمين العام لحزب حركة البعث التونسي الأستاذ خليفة الفتايتي ان الاتحاد الذي يضم في عضويته ثلاثة أحزاب فقط وتواجهه اكراهات عديدة سيكتفي في الوقت الراهن بلعب دوره كقوة اقتراحية بناءة وسيستمر بلعب هذا الدور بحسب امكانياته المحدودة جماهيريا ، وسيراسل كل الأحزاب والتيارات السياسية والفعاليات المدنية والحقوقية لكن اذا ترسخت لديه قناعة بعدم الاستجابة لهذه المقترحات سيتحول الى قوة جماهيرية ضاغطة في الساحات والميادين.
وبعد تلاوة البيان الختامي الذي أطلق عليه المشاركون اسم اعلان الرباط والذي سيشكل أرضية الاتحاد التي سيبني عليها قراراته المستقبلية ، أجمع المشاركون في نهاية أشغال الملتقى المغاربي على اختيار الدكتورة زهور الشقافي الامينة العامة لحزب المجتمع الديمقراطي كمنسقة عامة وناطقة رسمية باسم الاتحاد ،كما اجمع المشاركون أيضا على ان يعقد الاتحاد بالتناوب اجتماعاته بالفضاء المغاربي،
كما رفع المشاركون في نهاية أشغال هذا الملتقى المغاربي برقية ولاء وإخلاص لصاحب الجلالة الملك محمد السادس
وللإشارة فقد عرف هذا اللقاء المغاربي بالاضافة الى الاحزاب الثلاثة مشاركة رئيسة الاتحاد العام للمرأة الموريتانية السيدة تحي لحبيب التي كانت ضمن الموقعين على اعلان الرباط التأسيسي للاتحاد
أوكي..