علماء وباحثون من القارات الخمس يشاركون في الجلسة الإفتتاحية للملتقى العالمي الصوفي للطريقة القادرية البودشيشية
الأنوال نيوز
انطلقت مساء أمس الخميس فعاليات الدورة الخامسة عشر من الملتقى العالمي للتصوف، الذي تعقده الطريقة القادرية البودشيشية ومشيختها بشراكة مع مؤسسة الملتقى والمركز الأورومتوسطي لدراسة الإسلام اليوم، في إطار الاحتفالات بالمولد النبوي، تحت شعار “التصوف وتدبير الأزمات: دور البعد الأخلاقي والروحي في الحكامة الناجعة”.
استهلت أشغال الجلسة الإفتتاحية بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، تلاها المقرئ المغربي سعيد مسلم، أستاذ علم المقامات، متخصص في القراءات العشر، ليتناول الكلمة بعد ذلك مدير الملتقى منير القادري بودشيش، الذي هنأ الأمة الإسلامية بذكرى المولد النبوي الشريف، ورحب بالعلماء المشاركين في هذه الدورة، مبينا التوجهات والإطار العام لنسخة هذه السنة.
وقد قام الدكتور أحمد عبادي رئيس الرابطة المحمدية لعلماء المغرب، بتسليط الضوء على قوله تعالى “هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما، تحيتهم يوم يلقونه سلام، وأعد لهم أجرا كريما، يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا الى الله بإذنه وسراجا منير، وبشر المومنين بأن لهم من الله فضلا كبير” (الآيات 43، 44، 45، 46، و47 من سورة الأحزاب).
مبينا أن هذه الآيات توضح خارطة طريق المؤمن الى رب العالمين، واستنتج منها أربعة عناصر، هي وضوح القبلة، فالله تعالى هو الغاية والمقصد من كل نية وفعل، موضحا أن معرفة الله تعالى تستوجب الاخذ والنهل من معين العارف بالله الوارث المحمدي، والعنصر الثاني يضيف العبادي يتمثل في الفوز الكبير والأجر الكريم الذي ينتظر المؤمنين، أما العنصر الثالث فهو رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي هو السراج الذي لا يحتاج الى أن يوقد ، الذي يسير الورثة، العلماء العارفون المؤتمنون على نهجه، إذ هم الوحدة القياسية لتقويم السلوك، والعنصر الرابع هو البشارة الموعودة للمؤمنين في الدنيا والاخرة، وختم مداخلته بالتأكيد على أن نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم تكون باتباع سنته ومقابلة الإساءة بالحسنى.
وشاركت “صفية فرانسيا” من المكسيك، وهي أستاذة جامعية باحثة في التصوف، وتطرقت في كلمتها إلى دور للتصوف عامة وما تقوم به الطريقة القادرية البودشيشية خاصة في نشر قيم المحبة والتعاون والسلام بين جميع البشر، مؤكدة أن العالم الآن في حاجة إلى مثل هذه القيم لتجاوز الأزمات المعاصرة.
ومن جانبه تحدث الكاتب والدبلوماسي عبد الله بوسمر، من بلجيكا، عن دور التربية الروحية في تحقيق الاستقرار والطمأنينة الداخلية للإنسان مما يؤهله لمواجهة الأزمات، مشيرا إلى أن التصوف يحث على خلق علاقة محبة مع الخالق وتربية النفوس على قيم الرحمة والصبر، مؤكدا على أهمية صحبة الشيخ المربي ودوره في تزكية النفس.بعد ذلك تناول الكلمة المفكر الفيتنامي “طاو شان” رئيس هيئة التفكير بالأمم المتحدة، الذي نبه إلى وجود جائحة أخرى الى جانب جائحة كوفيد 19، هي الجائحة المعنوية، التي فشت بسبب الشعور بالقلق والخوف والهلع، جراء فقدان التفكير الإنساني لبوصلته بفعل انتشار الكثير من الأخبار والمعلومات الزائفة، وأشار إلى وجود أربعة انواع من العين، وهي عين الانسان العادية، ثم العين العلمية الموجودة لدى الباحثين الذين يوظفون التقنيات البصرية كالمجهر، والعين الثالثة هي عين البصيرة التي توجد عند الذاكرين الله كثيرا، والعين الرابعة هي عين الأولياء والعارفين والحكماء الذين يبصرون بنور الله، مبرزا أن هذ الملتقى يعد فرصة لتبادل الخبرات من أجل التصدي للأزمات.
أما الوزير المالي السابق ابراهيما توري ، فقد أبرز في كلمته دور البعد الروحي في التصدي للأزمات الإجتماعية والسياسية، وضرب مثلا بواقع بلده مالي، موضحا أن جائحة كورونا تبين لنا أن مصيرنا مشترك، وان التضامن هو السبيل للخروج من هذه الازمة.
وكان صلاح الدين المستاوي من تونس، آخر المتدخلين، نيابة عن جامعة الزيتونة، وأبرز في كلمته أهمية البعد الروحي في تثبيت المسلم أمام الأزمات.
أوكي..