وطالبت الشرطة الألمانية المواطنين بالامتناع عن التجول في مركز المدينة، ويعمل عناصر الأمن في موقع الحادث على البحث عن متفجرات محتملة، والإشارة إلى أنه كان من المقرر أن تشهد المدينة اليوم مظاهرة كردية بمشاركة نحو 1500 شخص.
وفرضت الشرطة طوقا أمنيا حول موقع الحادث وطالبت المواطنين بالابتعاد عن المنطقة، وظهرت عدد من الصور على مواقع التواصل الاجتماعي لآثار دمار في أحد المطاعم في البلدة القديمة بالمدينة.
من جانبه أعرب المتحدث باسم نائب رئيس الحكومة الفدرالية عن تعازيه لأسر الضحايا، مؤكدا على ان السلطات تجري تحقيقا جادا فى الحادث مع افتراض أنه حادث ارهابي، وسيتم الاعلان عن النتائج فور الانتهاء من التحقيق.
ويري متابعون ان هذا الحادث يعيد إلى الذاكرة الهجوم الذي وقع في ديسمبر من عام 2016 عندما هاجم قائد شاحنة سوقا لعيد الميلاد في العاصمة برلين مما أدى إلى مقتل 12 شخصا.
يأتى ذلك فى الوقت الذى أكد فيه الباحث في العلوم الإسلامية ميشاييل كيفر أن الإسلام الراديكالي لن ينمو بقوة في ألمانيا بعد هزيمة تنظيم داعش، وإنه بالرغم من وجود حوالى 11 الف سلفي، إلا انه سيتم تقليل خطورتهم فى الفترة المقبلة.
شدد على أن هناك محاولة لهزيمة ومراقبة تواصل السلفيين والمتطرفين مو مواقع التواصل الاجتماعي عبر موقع "واتس آب" وقنوات مختلفة أخرى، كما يتم التفاعل من أجل تفعيل الاستراتيجية لدحر داعش.
وفى تقرير لشبكة DW وردا على سؤال بخصوص المشهد السلفي في مدن كبرى مثل برلين وهامبورج إنما بشكل أسرع مقارنة مع غيرها من المناطق، أكد الخبير الألمانى أن هذا الأمر مرتبط بمنطق التحركات الاجتماعية، فمثلاً منطقة الرور بسكانها البالغ عددهم تسعة ملايين نسمة، تعد من أكبر من المناطق الساخنة أكثر مما هو موجود في منطقة الغابة البافارية أو زاورلاند، والمهم هنا هو الاستمرار في التحرك والتواصل بشكل قوي للغاية، ففي السابق كانوا فاعلين رئيسيين يغيرون أماكن الإقامة ويأخذون معهم شبكة اتصالهم أو يقيمون شبكة اتصال من جديد، ومن ثم يمكن أن يتشكل مشهد جديد في غضون أسابيع قليلة في مدينة جديدة ويتسبب بسرعة في مشاكل، وهذا مختلف عما هو سائد بالنسبة لليمين المتطرف، لأن المشهد اليميني، حسب اعتقادي، له ارتباط أكبر بالمكان الذي ينشأ فيه.
نوه على أن الراديكالية تعكس حدثاً جماعياً، فهي لا تحصل في شكل انفرادي، دوما نجد شبانا متورطين، وجزء منهم يعرفون بعضهم البعض منذ مدة طويلة، أي أقارب، أو زملاء دراسة من المدرسة الابتدائية أو حتى أصدقاء من مرحلة الروضة، وأنه يمكن التعرف على ديناميكية جماعية. وهذا يعني أن هذه المجموعات تتكاتف وتنفصل عن الإطار الخارجي، كما يوجد داخل هذه المجموعات أيضا نوع من التنافس في المزايدة على من هو الشخص الأكثر راديكالية، وإذا حل هذا الوضع، فإنه من الصعب القيام بعملية الوقاية.
وردا على تقارير تشير إلى أن عدد السلفيين في ألمانيا تضاعف منذ عام 2013، أكد الخبير على ان هذا العدد لم يعد يكبر، وبالطبع ارتباط بأن ما يسمى تنظيم "داعش" في العراق وسوريا تكبد هزيمة نكراء، والدعاية كانت مركزةً على القول دوماً بأننا "نقاتل في إطار أم المعارك، المعركة النهائية". وهذا المشروع فشل.
أضاف بقوله : إذا ما انطلقنا من أن أنشطة تنظيم "داعش" في الفترة بين 2013 و 2014 كان لها مفعول التعبئة، فإنه بوسعنا الآن القول بأن الهزيمة الكبيرة لها مفعول مضاد للتعبئة، ومن هذا المنطلق أقول بأن التيار السلفي ربما لن ينمو بقوة في الشهور المقبلة .
وقال كبير المحققين بالمدينة، مارتن بوتزنهاردت، إن التحقيقات الحالية تبحث في "جميع الاحتمالات وراء الحادث".
وكانت السلطات قد أعلنت في وقت سابق أن منفذ الهجوم مواطن ألماني، وليس على صلة بإسلاميين، وكان يعاني من مشاكل عقلية، وأطلق النار على نفسه بعد الهجوم مباشرة.
وتعرفت الشرطة على هوية القتلى وهم سيدة، 51 عاما، من ليونبورغ شمالي ألمانيا، ورجل من بوغكين بالقرب من مُنستر، 65 عاما.
وقال بوتزنهاردت إن التحقيقات تشير إلى احتمالية أن يكون الجاني من مدينة ميونخ، ويبلغ عمره 48 عاما.
وأضاف :"لا توجد أية مؤشرات حتى الآن حول أية خلفيات محتملة لأسباب الجريمة"، مؤكدا أن "التحقيقات تجري بالطاقة الكاملة في كل الاتجاهات، و تبحث كل الاحتمالات".
وكان الجاني قد قاد الشاحنة ليدهس حشدا من المواطنين خارج مطعم، في المنطقة السياحية القديمة بمدينة مُنستر. ثم أطلق على نفسه الرصاص بعد ذلك.
ولم يكشف المسؤولون الألمان الكثير من التفاصيل، لكن صحيفة "فرانكفورتر ألغومين زيتونغ" الألمانية ذكرت أن الجاني كان يعيش بالقرب من مسرح الجريمة، على مسافة كيلومترين فقط من المطعم.
وأشارت هيئة الإذاعة العامة (زد. دي. إف) أن الجاني كان على صلة بمتشددين من اليمين المتطرف الألماني، إلا أنه لم يكن معروفا عنه شخصيا أنه من المتطرفين. وكشف التقرير أيضا عن تفتيش الشرطة لشقته التي كان يقيم فيها.
ولم تؤكد السلطات الألمانية أو تنفي تقارير وسائل الإعلام السابقة حول معاناة الجاني من مشكلات عقلية.
أوكي..