قائدان كبيران… ورؤية جيو-أطلسية مشتركة
الأنوال نيوزبقلم: سيدي محمد العايدي الإدريسي(محلل سياسي وخبير في السياسة المجالية)
في العاشر من ديسمبر 2020، غيّرت الولايات المتحدة الأمريكية مسار التاريخ بإعلان اعترافها الكامل بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية. لم يكن القرار ارتجالياً ولا نزوة سياسية عابرة، بل محطة مفصلية في هندسة الأمن الإقليمي والفضاء الأطلسي. قرار أعاد رسم الخريطة الاستراتيجية للمنطقة، وفتح صفحة جديدة في شراكة مغربية-أمريكية صلبة وذات نفس طويل.
**2020: لحظة التحول…وقيادة تستشرف ما بعد الزمن السياسي**
كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ينظر إلى شمال إفريقيا باعتباره مركز ثقل جيوسياسي، وركيزة أساسية في حماية المصالح المشتركة عبر الأطلسي. وفي المقابل، كان جلالة الملك محمد السادس يقود سياسة خارجية متوازنة، مستقلة، متعددة الأبعاد، أعادت للمغرب مكانته بوصفه قوة استقرار إقليمية وقطبا أطلسيا وازنا.
التقت رؤيتان مختلفتان في الأسلوب، متطابقتان في العمق:من واشنطن… ومن الرباط… نحو خريطة جديدة للمنطقة.
**أمن قومي أطلسي…من الخريطة إلى التحالف**
جاء الاعتراف الأمريكي ليُترجم فهماً عميقاً بأن المغرب لم يعد مجرد دولة محورية، بل شريكاً استراتيجياً في حماية المجال الأطلسي الممتد من سواحل فلوريدا إلى عمق إفريقيا الغربية.
ففي عالم يتغيّر بسرعة، أصبحت الصحراء المغربية جزءاً من معادلة الأمن الأطلسي:
مكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود
حماية الممرات التجارية البحرية
تعزيز الاستقرار الإقليمي
دعم الشراكات الاقتصادية والعسكرية طويلة المدى
لقد أدركت الولايات المتحدة أن المغرب هو الضامن الوحيد للاستقرار جنوب المتوسط وغرب إفريقيا، وأن موقعه الجغرافي ليس مجرد حدود… بل بوابة استراتيجية.
**2020 – 2025: خمس سنوات من تثبيت المكاسب وترسيخ الرؤية**
لم يكن الاعتراف نهاية المسار، بل بدايته. فقد عرف التعاون المغربي-الأمريكي خلال هذه السنوات الخمس تطوراً نوعياً شمل:
شراكات أمنية معمقة
استثمارات أمريكية استراتيجية في الصحراء
تقوية التعاون العسكري (أفريكوم – الأسد الإفريقي)
تقدم دبلوماسي مغربي عالمي عزز مصداقية الطرح الوطني
دعم واشنطن الثابت للمبادرة المغربية للحكم الذاتي
أصبح المغرب اليوم لاعباً أساسياً يساهم في صياغة مستقبل المنطقة، لا مجرد متلقٍ للتحولات الدولية.
**رؤية قائدين عظيمين…تبنيان مستقبل المنطقة**
كل الأحداث التي تلت 2020 أثبتت أن قرار الاعتراف لم يكن مجرد ورقة سياسية، بل نتيجة قراءة استراتيجية مشتركة بين قائدين يمتلكان رؤية بعيدة المدى:
جلالة الملك محمد السادس: صاحب مشروع استراتيجي متكامل أعاد للمغرب وزنه القاري والأطلسي.
الرئيس دونالد ترامب: صاحب قرار تاريخي أعاد صياغة الخريطة السياسية في المنطقة.
وبين الرباط وواشنطن… تشكّل محور جديد، أكثر قوة ووضوحاً، يربط إفريقيا بالأطلسي عبر المغرب.
**خلاصة
2020 – 2025: الخريطة تغيرت… والعالم يشهد**
خمس سنوات بعد القرار الأمريكي التاريخي، يظهر أن العالم قد غيّر زاوية نظره نحو الصحراء المغربية، وأن المغرب رسّخ موقعه كفاعل استراتيجي لا يمكن تجاوزه في الأمن الإقليمي وفي الهندسة الجيو-أطلسية.
لقد كان الاعتراف الأمريكي نقطة تحول…
وكانت قيادة جلالة الملك محمد السادس هي الضامن لاستثمار هذا التحول وتحويله إلى مكتسبات دائمة

القناة الثانية تكشف عن برمجتها الخاصة لمواكبة كأس أمم إفريقيا المغرب 2025
تألق لافت للمديرية الاقليمية العرائش بالبطولة الوطنية للعدوالريفي المدرسي
ماذا نتوقع في المغرب مع انتشار سلالة "الإنفلونزا الخارقة" الجديدة عالميًا؟
أوكي..