اسرائيل والمغرب في مواجهة ندرة المياه إلى تراجع الأمطار
الأنوال نيوز
أزمة المياه بالمغرب في تمدد مع التغير المناخي وتأخر التساقطات وقلتها في أحيان كثيرة، ما تسبب في تقريب الخطر "البعيد فيما مضى" إلى بيوت المواطنين. وضع صعب وحرج تمر به البلاد، والكلام هنا للحكومة التي دقت ناقوس الخطر حول مستقبل الماء وتأثيره على السلم الاجتماعي.
وبخصوص الوضع الحالي، رد خبراء أسبابه المباشرة إلى الإستعمال غير المقنن للمياه التي تنتج عن عدم المراقبة الحقيقية للسياسة الفلاحية والاتجاه نحو زراعات تستنزف بشكل غير طبيعي الفرشة المائية الباطنية على غرار زراعة الطيخ الأحمر أو ما يسمى ب"الدلاح" أو فاكهة الأفوكادو، وهذه الأخيرة التي قد تدق اخر مسمار في نعش أزمة الماء بالبلاد.
في غضون ذلك، وترجمة للتعاون الاقتصادي بين المغرب واسرائيل، تجري هذه الأخيرة وراء الاستثمار بالأراضي المغربية في زراعة الأفوكادو ، المعروفة بـ "الذهب الأخضر"، حيث تشهد نموا ملحوظا في المغرب، إذ بات المزارعون يقبلون على إنتاجها، بالنظر إلى ارتفاع الطلب العالمي عليها وهامش الربح الذي تدره مقارنة بباقي الزراعات الأخرى.
وأعلنت أكبر شركة للمنتجين والمصدرين لفاكهة الأفوكادو في اسرائيل "مهادرين" عن انطلاق مشروع لانتاج الفاكهة بالمغرب على مساحة 455 هكتار، إذ ستبلغ القيمة الإجمالية للإستثمار حوالي 80 مليون درهم ، ويستطيع المغرب بموجب هذه الشراكة انتاج 10.000 طن من الأفوكادو سنويا.
وتحتل المملكة المرتبة الثالثة ضمن قائمة الدول الإفريقية المصدرة لفاكهة الأفوكادو بعد كينيا وجنوب إفريقيا، حيث وجه المغرب أزيد من 16 ألف طن للسوق الخارجي في الموسم الزراعي 2019-2020، مقابل 1500 طن خلال موسم 2008-2009. وتعتبر الأسواق الأوروبية الوجهة الأولى للأفوكادو المغربية، حيث تستورد أزيد من 90 بالمائة من الكمية المخصصة للتصدير، ويعزى ذلك لعوامل عدة من أبرزها القرب الجغرافي للمغرب من القارة الأوروبية.
ويرى خبراء الإقتصاد أن الشراكة في المجال الزراعي بين البلدين ستتيح للمغرب الاستفادة من الريادة العالمية لإسرائيل في مجالات تطوير تكنولوجيا المياه وأساليب الري الحديثة، فيما ستتيح هذه الشراكة لإسرائيل استغلال مساحات زراعية شاسعة داخل المملكة، إلى جانب اليد العاملة المؤهلة في هذا المجال.
وتأتي بحسبهم، أهمية تعزيز التعاون في مجال البحث الزراعي بين البلدين، في أفق تطوير التقنيات الزراعية في المغرب وتحسين الإنتاج ليشمل مجالات أوسع مثل تطوير الزراعة البورية التي تضم أزيد من 6 ملايين هكتار، للحفاظ على الفرشة المائية، وذلك عبر الاستعانة بتقنيات جديدة مثل الزرع المباشر، وابتكار أصناف من الحبوب مقاومة للجفاف لتوفير كميات إنتاج وفير وضمان الجودة.
فيما يرى اخرون من المهتمين بالثروة المائية، أن توسيع مساحات زراعة الأفوكادو بالمملكة، يمكنه استنزاف الفرشة المائية، لاسيما بالمناطق التي تعرف خصاصا في المادة الحيوية، ما يتطلب التفكير في حماية الثروة المائية، والتركيز على زراعة المواد الأساسية لتحقيق الإكتفاء الذاتي بالسوق المغربية، ومنح الأولوية للماء قبل التفكير في أي ربح مالي، باعتبار الثروة المائية هي مستقبل.
هذا النوع من الزراعات يستهلك بشكل كبير المياه الجوفية، فما عدا الأشهر الأربعة الأكثر برودة، تتطلب الأفوكادو الناضجة مع مظلة خضار يصل طولها إلى 6 أمتار من 2271 إلى 4163 لتر، وأما خلال فترات الجفاف الشديد، فإنها تتطلب ما يصل إلى 4542 لتر، بينما تحتاج الأشجار الصغيرة ذات المظلة النباتية التي يصل طولها إلى 1.2 متر إلى ما بين 75.7 و 151 لترًا، وقد تحتاج إلى ما يصل إلى 189 لترًا خلال أشهر أكثر دفئا.
أوكي..