رسالة ملكية تنتصرلشرعية الدكتور منير شيخا للبودشيشية
الأنوال نيوز بقلم : ذ / معاذ زعيطر
في لحظة تاريخية فارقة، جاءت الرسالة الملكية الموجهة إلى المجلس العلمي الأعلى بالرباط، بمناسبة مرور خمسة عشر قرنا على ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم، لتعيد ترتيب أوراق المشهد الروحي بالمغرب، وتؤكد بوضوح أن الشرعية الحقيقية في التصوف المغربي لا تستمد من الادعاءات ولا من الطموحات، وإنما من السند المتصل إلى الحضرة النبوية الشريفة.
ومن بين ما حملته الرسالة الملكية من إشارات عميقة، برز المقطع الذي جاء فيه:
“ومعلوم أن الجوهر الذي تقوم عليه تربيتها -أي الطرق الصوفية- هو محبة الرسول الذي تنتهي إليه أسانيد هذه الطرق.”
هذه العبارة القصيرة والمركّزة ليست مجرد جملة إنشائية عابرة، بل هي مفتاح لقراءة المستقبل الروحي للمغرب، ورسالة واضحة الدلالة على أن المشيخة الصوفية إنما تقوم على الإسناد المتصل بالنبي صلى الله عليه وسلم، بما هو ضمانة للشرعية في التربية والتزكية.
سند متصل وموثق رسميا منذ ثلاثة عقود .
هنا يتضح المسارالذي هيأته العناية الإلهية للطريقة القادرية البودشيشية، حيث إن الدكتورمولاي منيرالقادري بودشيش لم يهبط على المشهد الروحي من فراغ، وإنما جاء محمولاً على وصايا متعاقبة وموثقة:
* أولها وصية الشيخ الحاج العباس القادري بودشيش في سبعينيات القرن الماضي،
* ثم وصية الشيخ حمزة القادري بودشيش الموثقة رسمياً سنة 1990،
* وأخيراً وصية الشيخ جمال الدين القادري بودشيش سنة 2024، التي نصّت بالحرف على أن الشيخ من بعده سيكون الدكتور منير.
إنها سلسلة ذهبية من الإجازات والوصايا، مسجلة عند السلطات المختصة، تؤكد أن منيرالقادري هوحامل لواء التربية الروحية ووارث سر الطريقة، بسند متصل وإذن صحيح في تلقين الأذكاروتربية المريدين.
انتصار للشرعية الروحية .
بذلك، تتحول الرسالة الملكية إلى ما يشبه شهادة فوق كل الشهادات، حيث وضعت قاعدة ذهبية: من لا يملك سنداً صحيحاً متصلاً بالنبي صلى الله عليه وسلم، فشرعيته الروحية تبقى معلقة في الهواء. أما من اجتمع له السند المتصل والوصية الصريحة والإذن الموثق، فذاك هو الجدير بالقيادة الروحية.
وهنا لا يخفى أن الدكتورمنيرالقادري بودشيش يمثل الامتداد الطبيعي والشرعي لسلسلة ذهبية من الأشياخ، بدءاً بالحاج العباس، مروراً بالشيخ حمزة، وصولاً إلى الشيخ جمال الدين، لتظل البودشيشية وفية لجوهرها: محبة الرسول تحت تربية الشيخ المأذون صاحب السند المتصل.
البعد الوطني .
إن دلالة هذه الرسالة لا تقف عند حدود الطريقة البودشيشية وحدها، بل تتجاوزها إلى تثبيت مكانة المغرب كأرض مباركة للتصوف، حيث لا مكان للادعاء أو الفوضى الروحية، وإنما الشرعية تُمنح لمن يملك الإسناد الصحيح، وهي إشارة ملكية تؤكد أن المملكة ماضية في حماية تراثها الروحي من أي انحراف أوانتحال.
بهذا المعنى، يمكن القول إن الرسالة الملكية انتصرت لشرعية الدكتور مولاي منير القادري بودشيش، وأكدت أن التصوف المغربي الأصيل ليس مجرد نسب دموي أو لقب اجتماعي، وإنما إرث روحي عابر للأجيال، يقوم على وصية، وإذن، وسند متصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إنها رسالة بحجم التاريخ، وحُكم ملكي بحجم الروح.

التفاصيل الكاملة لنتائج قرعة كأس العالم 2026..والمنتخب المغربي في المجموعة الثالثة إلى جانب البرازيل
مباراة المغرب ضد عمان بكأس العرب 2025 تنتهي بتعادل سلبي
الصحافة المغربية بين التراجع والتحديات .. استقلالية مهددة وتنظيم ذاتي غائب ..!
تعديل القرارالجبائي المتعلق على "الأراضي الحضرية غير المبنية "لجماعة الرباط
أوكي..