بوزنيقة: الاشتراكي الموحد ينظم أمسية تأبينية تكريما لروح المناضل الكبير محمد بنسعيد آيت إيدر
الأنوال نيوز بقلم : أحمد رباص
"تحت سطح الوفاء، في هذه الأمسية التأبينية، نحتفي بإرث رجل كانت له بصمة لا تمحى في مسار الكفاخ والنضال. كان الفقيد العزيز مجاهدا وطنيا". بهذه الكلمات التي وردت على لسان مسير اللقاء التأبيني ربيع الكرعي بدأت فعاليات الأمسية الرمضانية التي نظمها فرع الاشتراكي الموحد بمدينة بوزنيقة بدار الشباب ليلة الخميس 28 مارس 2023. قبل حلول موعد اللقاء التأبيني بساعات، التحق بعض مناضلي الحزب بقاعة العروض في دار الشباب من أجل تهيئتها لاحتضان حفل يليق بقامة المجاهد الجهبيد والمناضل الصنديد محمد بنسعيد آيت إيدر الذي غادر الحياة الدنيا إلى دار البقاء يوم الثلاثاء سادس فبراير الماضي. فعلا، عندما حل المدعوون بالقاعة بعد الانتهاء من صلاة التراويح، وجدوا قاعة العروض مجهزة، جاهزة وشاهدة على أن مجهودات بذلت، وأن إرادات تعاونت من أجل إعداد القاعة بهذا الرونق الدال على رغبة الشباب المنظمين في استقبال الضيوف بأحسن استقبال. دشن أحمد آيت سي علي، كاتب الفرع المحلي للحزب، هذا اللقاء الذي نظم تحت شعار: ذاكرة الوطن، إرث الحكمة، وصوت الشجاعة.. تبقى إرادة محمد بنسعيد آيت إيدر حية في قلوبنا وتاريخنا"، بكلمة جسد فيها صورة حية من مسيرة المجاهد الكريم، ووقف عند أهم مراحلها، مشيد بالأخلاق العالية للرجل وبحرصه الشديد على الربط بين القول والعمل. وبذلك، كان قدوة وعلامة هادية لشباب اليسار المغربي وهم يسلكون دروب النضال من أجل اجتثات نوابت الفقر والجهل والاستبداد من جذورها. كما نوه الرفيق بصمود بنسعيد آيت إيدر كمناهض للاستعمار وكمناضل ضد الاستبداد. ولم يفوت آيت سي علي هذه الفرصة دون الإشارة إلى ترحيب سي محمد بنسعيد بحركة 20 فبراير وفتح أبواب مقر الحزب بالدار البيضاء في وجه محركيها ومناضليها. بعد عرض فيلم وثائقي عن محمد بنسعيد آيت إيدر، كان الحضور على موعد مع الشاعرة الباتول العقاد التي ألقت قصيدة زجلية موضوعها الفقيد ومنجزاته ومناقبه وفتوحاته في مجالي الكفاح ضد الاستعمار والنضال من أجل الحرية والديمقراطية. كما تخلل الحفل عرض شريط فيديو قصيرا ظهر فيه عبد اللطيف اليوسفي، عضو المكتب السياسي للحزب، وهو يلقي كلمة في حق الفقيد العزيز أعدها خصيصا لإثراء مواد هذه الامسية الرمضانية المقامة لاستلهام العبر من مسار نضالي لرجل كان علامة وضاءة في تاريخ المغرب الحديث. في مداخلته، استحضر مبارك عثماني، المناضل السياسي والحقوقي، كيف تتبع الفقيد حركة حماة الديمقراطية بقرية سيدي بطاش آواخر تسعينيات القرن الماضي، الذين انتفضوا ضد تدخل السلطة المحلية بشكل سافر في الانتخابات الجماعية من أجل الحيلولة دون تكريس عبد أعكاو، احد الناجين الأحياء من جحيم تازمامارت، منتخبا بعد التأكد من نيله ثقة الناخبين كمرشح عن منظمة العمل الديمقراطي. كما تميز هذا اللقاء التأبيني بكلمة ألقاها العلمي الحروني، عضو المجلس الوطني، وصف فيها بنسعيد آيت إيدر بكونه قائدا سياسيا يساريا مرجعيا للحزب الاشتراكي الموحد. ومن ضمن ما جاء في كلمة الحروني، عضو بالمجلس الوطني للحزب، أن الفقيد وهب حياته منذ نعومة أظافره للكفاح الوطني والنضال الديمقراطي. قسم المتدخل هذا المسار البطولي إلى ثلاث محطات. عنوان المحطة الأولى هو مقاومة الاستعمار الفرنسي والإسباني في المغرب، وقد عرف خلالها باسم الشتوكي (نسبة إلى منطقة باها آيت اشتوكة التي يتحدر منها). في المرحلة الثانية، تم نفيه إلى الجزائر وحكم عليه غيابيا بالإعدام سنة 1964، وكان آنذاك ربط العلاقة مع القوى التحررية في الجزائر في جبهة التحرير، ومع قيادات يسارية ووطنية في نفس البلد مدافعا عن بناء المغرب الكبير. أما المحطة الثالثة فقد انطلقت حالما عاد إلى الوطن الأم حيث عمل، بالاشاراك والتنسيق مع ثلة من المناضلين الأصفياء، على تأسيس حزب منظمة العمل الديمقراطي التي ترشح باسمها للبرلمان، فكان بالفعل نائبا غيورا على المصلحة العليا لبلاده ولم يخش من بطش المخزن حين جهر تحت قبة البرلمان بمعاناة معتقلي تازمامارت مطالبا بإطلاق سراحهم. امتدادا لهذا اللقاء التأبيني وبوحي منه، خص ربيع الكرعي إحدى الجرائد الحاضرة لتغطية الحدث بكلمة مقتضبة جاء فيها أن ذكر اسم محمد بنسعيد آيت إيدر يوحي بالمقاومة ضد الاستعمار بواسطة جيش التحرير، معتبرا أنه كافح وناضل وكافح بالسلاح من أجل استقلال جنوب المغرب. تابع الكرعي تصريحه الصحفي بالقول إن محمد بنسعيد كان واحدا من الطلبة النجباء للعلامة المختار السوسي الذي ذكره في الصفحة 140 من الجزء الرابع من معسوله كأحد طلبته الألمعين في مدرسة بن يوسف. كما أشار المتحدث بأنه مناضل حكم عليه بالإعدام من قبل الفرنسيين ما أدى به إلى الرحيل إلى الجزائر قبل أن يرجع إلى المغرب في زمن الحرية والاستقلال، لكنه خلع جبة المجاهد في جيش التحرير وارتدى قبعة النضال من أجل دمقرطة الدولة والمجتمع. قبل إسدال ستار هذا الحفل التأبيني المقام ببوزنيقة تكريما لمناضل فذ ظل ثابتا على مبادئه، علش الخضور لحظة تكريم الأستاذ محمد عكراش مدير دار الشباب بوزنيقة، ولا يخفى على اللبيب أن تزامن هذا التكريم مع الحفل التأبيني للمجاهد الوطني محمد بنسعيد أيت إيدر يضفي عليه قبمة لا تضاهى. للإشارة، الأستاذ محمد عكراش وهب مساره المهني في خدمة الطفولة والشباب بمدينة بوزنيقة حيث طبع على مسار متميز ظلت فيه دار الشباب بوزنيقة نقطة إشعاع تربوي وثقافي وإجتماعي محليا وإقليميا ووطنيا.
أوكي..