الكلمة الافتتاحية لرئيس التعاضدية العامة خلال المنتدى الوطني الخامس بأكادير
الأنوال نيوز
بسم الله الرحمان الرحيم؛ والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيدنا ورسولنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين السيد رئيس المجلس الإداري للصندوق الوطني لمنظمات الإحتياط الاجتماعي؛ السادة رؤساء التعاضديات الشقيقة؛ السيد مدير مديرية الحماية الاجتماعية للعمال؛ السيد ممثل هيئة مراقبة التأمينات والإحتياط الاجتماعي؛ السيد ممثل الوكالة الوطنية للتأمين الصحي؛ السيدات والسادة أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد الإفريقي للتعاضد؛ السادة نواب رئيس الإتحاد العالمي للتعاضد؛ السيد ممثل الصندوق الوطني لمنظمات الإحتياط الاجتماعي؛ السيد ممثل الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي؛ السيد ممثل المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير؛ السيد ممثل مؤسسة وسيط المملكة؛ السيدة ممثلة مكتب الإفتحاص الخارجي والمواكبة؛ السيدات والسادة المدعوين، وضيوف التعاضدية العامة، كل واحد باسمه وصفته؛ والتقدير الواجب لشخصه؛ السيدات والسادة مندوبات ومندوبي التعاضدية العامة، السيد المدير العام للتعاضدية العامة؛ السيدة المراقبة العامة للتعاضدية العامة؛ السيدات والسادة أطر ومستخدمي التعاضدية العامة، السيدات والسادة نساء ورجال الإعلام والصحافة؛ السيد ممثل السلطة المحلية بأكادير.
أيها الحضور الكريم، بادئ ببدء، أود أن أعبر لكم، عن مشاعر الفرحة والاعتزاز، والغبطة والسرور، التي تخالجني وأنتم تشاركوننا اليوم، أشغال المنتدى التعاضدي الخامس المنظم من طرف التعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية، الذي يأتي ليزكي بكل صدق وأمانة، التوجه الإستراتيجي الحكيم للأجهزة المسيرة الحالية، الرامي إلى تنظيم منتديات فكرية وعلمية، تتناول مواضيع راهنة، مرتبطة بالمشهد التعاضدي والصحي ببلادنا، وتذكي روح النقاش بكل مسؤولية، واحترافية ونكران ذات، من طرف جميع المتدخلين والفاعلين في منظومة التغطية الصحية والحماية الاجتماعية. إن النجاح الملفت الذي عرفته كل المنتديات السابقة، بدءا من المنتدى الأول المنظم بمدينة مراكش بتاريخ 19 نونبر 2021 في موضوع: "التغطية الصحية: سياسة عمومية بين الرهانات والتحديات"، والمنتدى الثاني المنظم بمدينة الحسيمة بتاريخ 27 ماي 2022 في موضوع:العرض الصحي التعاضدي: دعامة تضامنية للحماية الإجتماعية، والمنتدى الثالث المنظم بمدينة أكادير بتاريخ 10 فبراير 2023 في موضوع: من التغطية الصحية الإجبارية إلى التغطية الاجتماعية
مشروع ملكي رائد، وأخيرا المنتدى الرابع المنظم بمدينة أكادير بتاريخ 12 يناير 2024 في موضوع: أي دور للقطاع التعاضدي في تعزيز الدولة الاجتماعية، وما عرفته هذه الملتقيات من تفاعل إيجابي مع جملة التوصيات الصادرة عنها، من طرف جل الشركاء والفاعلين في القطاع التعاضدي، شكل لنا حافزا إيجابيا نحو الإستمرار في تنظيم مثل هذه الأنشطة، بشكل دوري ودائم، وذلك على هامش جموعنا العامة السنوية.
وها نحن اليوم، نضرب موعدا مع محطة تاريخية أخرى، في سلسلة المنتديات الوطنية والدولية التي تقوم بها التعاضدية العامة لفائدة منتخبيها، ومنخرطيها، وشركائها من داخل وخارج أرض الوطن، من أجل تعزيز ريادة المؤسسة على المستوى الوطني والإفريقي والدولي، حيث إرتأينا تنظيم المنتدى الخامس في موضوع: " التعاضد والتغطية الصحية الأساسية بالمغرب: التحديات والرهانات"، هذا الإختيار الذي يعكس بجلاء، حجم الرهانات المطروحة أمامنا جميعاً، ويدعونا للتفكير العميق والعمل الجاد، لتكريس قيم التضامن والتكافل التي تمثل جوهر النظام التعاضدي، باعتبار التضامن التعاضدي حقا دستوريا وجب تكريسه وتعزيزه وتحقيقه، في كنف دولة الحق والقانون، تحت القيادة الحكيمة والمتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.
حضرات السيدات والسادة، إن التعاضديات ليست مجرد مؤسسات تقدم خدمات اجتماعية وصحية فحسب، ولكنها تذكي روح التضامن الجماعي، وتسعى إلى تحقيق العدالة الاجتماعية والمجالية، وهي أيضا، لبنة أساسية من ركائز الدولة الاجتماعية، خصوصاً في ظل المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية الراهنة، التي تشهد غلاء المعيشة وضعف القدرة الشرائية والإدخارية للمواطن.
لقد كانت تعاضديات القطاع العام المغربية، دائماً في طليعة المؤسسات التي تبنت قيم التضامن والتكافل، منذ صدور الظهير الشريف رقم 1-57-187 بتاريخ 12 نونبر 1963، مروراً بإصدار القانون 65.00 المتعلق بالتأمين الإجباري الأساسي عن المرض في 18 غشت 2005، وإلى غاية طرح المشروع الحالي للقانون 54.23 المغير والمتمم للقانون 65.00 السالف الذكر، وبسن أحكام خاصة، حيث ظلت دائما، سدا منيعا في مواجهة التحديات، لتقديم حلول ملموسة للمنخرطين وذوي حقوقهم.
وها هي اليوم، وفي ظل النقاش الوطني الدائر، حول تطوير الحماية الاجتماعية والتغطية الصحية الشاملة، تؤكد من جديد، على دورها المحوري، كفاعل اجتماعي مسؤول، ومؤسسة تضامنية، قادرة على تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية. حضرات السيدات والسادة، أيها الحضور الكريم، إن التحديات التي تواجه النظام التعاضدي المغربي، تتطلب منا العمل الجماعي المنسجم، لإيجاد حلول مبتكرة ومستدامة.
ومن هنا، أدعو جميع الفاعلين والقوى الحية، إلى الانخراط الفعلي لتحقيق النهضة المرجوة بهدف تطوير وتعزيز هذا النظام، بغض النظر عن المستجدات التي جاء بها مشروع القانون 54.23.
ونحن في التعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية، واعون بدقة المرحلة، حيث قدمنا في هذا الإطار، عدة مقترحات واقعية، مستلهمة من التجارب الدولية الرائدة، ومرتكزة على مبادئ الديمقراطية التشاركية، لضمان نجاح الإصلاحات المرتقبة، وذلك من خلال التنصيص على ضرورة التنسيق مع الحكومة ومؤسسات الحماية الاجتماعية لضمان تكامل الأدوار، والعمل المشترك مع المجتمع المدني والقطاع الخاص لإيجاد حلول جديدة ومتطورة، تثمر وتغني سلة الخدمات المقدمة للمنخرطين والمرتفقين على حد سواء.
ويبقى الهدف الرئيسي، هو التصدي لأي مساس بحقوق المنخرطين والمستخدمين، خصوصاً في ظل التحديات الكبرى والمستجدات التي جاء بها مشروع القانون 54.23 في صيغته الحالية، مع استبعاد المواد التي تهدد استدامة النظام التعاضدي، وتحديث وتحيين الترسانة القانونية المؤطرة لهذا القطاع.
وآن الأوان، لإحداث نموذج تعاضدي جديد، يتضمن خدمات جديدة بغرض تنويع العرض الصحي التعاضدي، لتلبية احتياجات المنخرطين وذوي حقوقهم، وهو الأمر الذي سنعرضه على أنظار الجمع العام من خلال الموافقة على إنجاز دراسة جدوى لتنويع سلة الخدمات المقدمة لمنخرطي التعاضدية العامة وذوي حقوقهم، من خلال إحداث مختبرات للتحاليل الطبية، مراكز الفحص بالأشعة، مراكز تصفية الدم وأمراض الكلي والمستشفيات اليومية.
حضرات السيدات والسادة، إن حضور أعضاء من المكاتب المسيرة لكل من الاتحاد الإفريقي للتعاضد، والاتحاد العالمي للتعاضد في هذا المنتدى، واللذين أتشرف برئاستهما، يشكل لا محالة إضافة نوعية، ستسهم في تعزيز النقاش المستمر والهادف، ومناسبة حقيقية لتبادل التجارب والخبرات في مجال التعاضد والحماية الاجتماعية. إن هذا المحفل التعاضدي، هو تتمة لمجموعة من المبادرات، واللقاءات والأنشطة التي قمنا بها على صعيد هذين الإتحادين، بمجموعة من الدول الإفريقية والأوروبية والأمريكية، والتي تكللت ولله الحمد والمنة، بإحداث 3 مكاتب جهوية بكل من ساحل العاج وتونس وأخيرا بالكاميرون، تفعيلا لسياسة القرب وتحقيقا للعدالة الاجتماعية والمجالية.
أيها الحضور الكريم، في ختام كلمتي، أدعو الجميع، حكومة ومؤسسات ومجتمع مدني، إلى تحمل المسؤولية والانخراط الإيجابي لتعزيز دور التعاضديات، كشريك استراتيجي في تنزيل الورش الملكي المجتمعي الكبير، المتعلق بتعميم الحماية الاجتماعية والتغطية الصحية الشاملة. مستحضرين مقولة جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده: إن بناء مغرب متضامن يتطلب انخراط الجميع.
هذا المنتدى هو مناسبة لتوحيد الجهود، وتطوير رؤى مشتركة، لبناء نظام تعاضدي قوي ومستدام، يكون في خدمة المنخرطين وذوي حقوقهم، ويجسد القيم النبيلة لمجتمعنا المغربي وباقي شعوب العالم. كما أستغل هذه الفرصة، لأجدد خالص تشكراتي وتحياتي وامتناني، لجميع الحاضرين في فعاليات هذا الملتقى، والشكر موصول أيضا، لجميع المؤسسات المشاركة والحاضرة والخبراء والمؤطرين، وإلى السلطات المحلية، وعلى رأسهم السيد والي جهة سوس ماسة وعامل عمالة أكادير إداوتنان، وكذا رؤساء الجماعات الترابية، كما أتوجه باسمكم جميعا بالشكر الجزيل للطاقم الإداري، الذي سهر على توفير الظروف الكفيلة بإنجاح هذا المحفل التعاضدي.
وفي الأخير فإننا نتوسل جميعا، إلى العلي القدير، بقلوب خاشعة ونوايا صادقة، بأن يمن على مولانا أمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، بالشفاء العاجل، وأن يلبسه ثوب الصحة والعافية، وأن يحفظه لشعبه الوفي سنداً وعزاً وقائداً ملهماً، كما نسأل الله تعالى أن يطيل في عمر جلالته، وأن يبارك في مساعيه الحميدة وجهوده المتواصلة، لما فيه خير ورفعة هذا الوطن العزيز، وأن يديم عليه نعمة العافية ليواصل قيادته الرشيدة لمسيرة التنمية والازدهار.
وفقنا الله جميعا لما فيه خير وطننا العزيز والصالح العام والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

بمناسبة باليوم العالمي للتطوع المركز المغربي للتطوع والمواطنة ومؤسسة هانس زايدل يتوجان الفائزين بالجائزة الوطنية للتطوع النسخة الثاني
تنصيب السيد محمد التاج رئيس قسم الشؤون الداخلية بعمالة القنيطرة
الفاهم يفهم/ الإعاقة الحقيقية ليست في الجسد … بل في العقل حين يعجز عن الارتقاء
السيد مولاي إبراهيم العثماني يشرف على إعطاء الانطلاقة لأشغال تهيئة مركز أمل سوس أكادير التابع للتعاضدية العامة بمدينة أكادير
أوكي..