محاضرة الدكتور ادريس البوخاري بمسجد الشهداء بالرباط في موضوع " أعمــارنــا أعمـــالنـا "
الأنوال نيوز بقلم : الدكتور ادريس البوخاري
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على مولانا رسول الله المصطفى الأمين .
إن الحمد لله نحمده تعالى ، نستعينه ونعود به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له - ومن يضلل فلا هادي له . وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الغمة وجاهد في سبيل الله حتى ظهر له اليقين ..
اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم وعلمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما . وأرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه - واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه - وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
أحمد الله وأثني عليه وأشكره جل وعلا أن يسر لنا هذا وأساله أن يبارك فيه وأن يتمه على خير وبركة وحضوركم موصول ومشكور والقائمين على هذا المسجد المبارك الذي نريد له أن يكون متألقا باستمرار.
موضوعنا هذا اليوم ، كما قرأتم : " أعمارنا أعمالنا " وهو من الموضوعات المهمة جدا نظرا لمقاربته الأعمار بالأعمال الصالحة في الإسلام وبخاصة في هذه الفترة العصيبة التي يمر منها المسلمون في العالم الذي انقسم الى قسمين ، قسم ظالم لنفسه ومجرم وقسم مؤمن بالله ورسوله وهو مسالم.
قال الله عز وجل : ( يأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وانتم مسلمون ) آل عمران 102 قال سبحانه : ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا ،يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ) الأحزاب 71. قال الطبري في تفسيره:"أي يوفقكم للأعمال الصالحة أي لصالح الأعمال ، فيصلح أعمالكم ويغفر ذنوبكم - ويعف لكم عن ذنوبكم - فلا يعاقبكم عنها – أي يلهمهم بالتوبة منها ثم قال : ( ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ) وذلك أنه يجار من النار ويصير إلى النعيم المقيم.وقال عكرمة القول السديد : " لا اله إلا الله ، وقال غيره هو الصواب.
وعن أبي هريرة قال : قال : رسول الله (ص) : " والذي نفس محمد بيده ، لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا " وهذا الحديث صحيح رواه الإمام أحمد في مسنده وأبو داوود في سننه من رواية أبو سعيد ألخدري (ض):
" والذي نفس محمد بيده ما بعد الدنيا من دار إلا الجنة أو النار " .
فالعاقل والكيس هو من دان نفسه هواها أي هو الذكي والناجح-الفالح-المتفوق وكل الأعمار تنتهي بأجلها كما هو في كتاب كما قال هارون الرشيد في شعره على وزن البحر البسيط :
إن الطبيب له علم يدل به .........................إن كان للمرء في الأيام تأخير.
حتى إذا ما انتهت أيام رحلته ............... حار الطبيب وخانته العقاقير .
قال ابن الرومي :
غلط الطبيب علي بطبه مورد ..................عجزت محالته عن الإصدار
والناس يلحون الطبيب وإنما ...................غلط الطبيب إصابة الأقدار
قال أبو العتاهية رحمه الله : (من البحر الكامل ).
إن الطبيب بطبه ودوائه ....................لا يستطيع دفاع مكروه قد أتى
ما للطبيب يموت بالداء الذي .............قد كان يبرئ منه فيما قد مضى
ذهب المداوي والمداوى والذي ......جلب الدواء وباعه ومن اشترى
وقال الشاعر ( البحر الخفيف ).
إن أردت الشفاء فاقصد طبيبا ...............حاذقا ذا لطافة وذكاء
واحترس أن يكون فظا غليظا ..............إن لطف الطبيب نصف الدواء
قال محمود الوراق رحمه الله تعالى : ( من البحر المتقارب).
وكم من مريض نعاه الطبيب ......................إلى نفسه وتولى كئيبا
فمات الطبيب وعاش المريض .....................فأضحى إلى الناس ينعى الطبيبا
فإذا أعدادنا لهذه الأعمار والأزمان بأعمال وحاجات وطاعات لله عز وجل نكون قد عرفنا الحقيقة المرة التي تنتظر الإنسان الشارد عن الله تعالى .
فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إنه لم يلق ابن آدم شيئا قط من خلقه الله عليه من الموت ثم إن الموت لأهون مما بعده ".
ويقول الرسول محمد عليه الصلاة والسلام فيما ورد عنه : " لو تعلمون ما أنتم ملاقون بعد الموت ، ما أكلتم طعما عن شهوة ولا شربتم ماء عن شهوة ولا دخلتم بيتا تستظلون به ولمررتم إلى الصعودات تلزمون صدوركم وتبكون على أنفسكم".
وقد ورد أيضا أنه أدنى جبدات الموت بمنزلة مائة ضربة بالسيف ، إن الرجل أو المرأة ليعمل بطاعة الله عز وجل ستين سنة ثم يحضرهما الموت فيضارون في الوصية فتجب لهما النار .
أعدلوا مع أبناءكم والشرع أحق بأن يتبع والشريعة كلها رحمة والإسلام دين الرحمة والشريعة مصلحة كلها فأية قضية خرجت من العدل إلى الجور ومن المصلحة إلى المفسدة ومن الحكمة إلى خلافها فليست من الشريعة او أدخلت عليها ، فالحسن من حسنه الشرع والقبيح من قبحه الشرع.
فذكاءنا وفلاحنا ونجاحنا وتفوقنا في الاستعداد للحظة التي لابد منها قد تأتي قريبا أوقد تتأخر في نهاية كل مخلوق بموت ولم يبق إلا ذي العزة والجبروت والليل مهما طال فلا بد من طلوع الفجر والعمر مهما طال فلا بد من نزول القبر وكل أنثى وإن طالت سلامته يوما على آلة حدباء محمول ، فإذا حملت القبور جنازة فاعلم بعد ذلك محمول .
من كرامة المؤمن عند الله أنه يوفقه لعمل صالح قبل الموت ، فقد ورد عن رسول الله "ص"أنه قال إذا أراد الله بعبد خيرا استعمله ، قيل كيف يستعمله،قال : يوفقه لعمل قبل الموت ثم ليقبضه عليه"ويقول الله عز من قائل:( واصطنعتك لنفسي ..)هؤلاء الذين باعوا أنفسهم لله عز وجل بأعمالهم وأوقاتهم وأموالهم وقدراتهم نذروها في سبيل الله.
- قال رسول الله (ص):"إن أكرمكم عند الله أتقاكم " دخل على النبي رجل فقير فرحب به ترحيبا شديدا فهش به هشا ممن أخبرني جبريل بقدومه - أومثلي يا رسول الله ، قال نعم خامل في الأرض عامل في السماء".
أيها الإخوة الأعزاء :طلب الرفعة عند الله بالحلم والعمل ، فقد ورد عن أبي هريرة عن رسول الله (ص):" ابتغوا الرفعة عند الله ، قالوا : وما هي ، يا رسول الله ، قال : تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتحلم عمن جهل عليك".رواه الحاكم والبيهقي .
وقال رسول الله (ص): " إن الله يحب الحليم الحيي الغني المتعفف أبا العيال التقي ،ويبغض الفاحش البذئ السائل الملحف الغبي " رواه مسلم وأحمد والطبراني.
إن شأن المخلص لله لا يبتغي أجرا ولا مديحا ولا تشريفا ، إنما نطمعكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا نريد منكم شكورا - قال الفضيل ابن عياض أن الأعمال الصالحة لا تقبل إلا بشرطين ،هما : أوله : الإخلاص لله جل وعلا ، قال الله تعالى : ( وما أمروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين ) البينة 5.
وثانيه : المتابعة للنبي (ص) قال الله تعالى في محكم كتابه : ( يبلوكم أيكم أحسن عملا ) القرآن الكريم سورة الملك ، الآية : 2.
فالإخلاص والمتابعة لا بد منهما في كل عبادة وعلى رأس هذه العبادات ، الإيمان بالله جل وعلا بأركانه الستة المذكورة في حديث جبريل ، فلا بد من الإيمان بالله ولا بد من تحقيق التوحيد وتنقيته من شوائب الشرك والبدع والمعاصي ليتم الأمن ويتحقق في الدنيا والآخرة قال الله تعالى : ( وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركوا بي شيئا ) القرآن الكريم سورة النور ، الآية : 55.
وقال الله تعالى سبحانه : ( الذين امنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون ) القرآن الكريم سورة الأنعام، الآية : 82. هؤلاء الذين كانوا لله ولم يكونوا لغيره هؤلاء الذين وحدوا ورؤوا أن الفاعل هو الله وأن المعطي هو الله وأن المانع هو الله وأن المعز والمذل هو الله – هؤلاء هم الذين رؤوا أن الله في الأرض اله وفي السماء اله وله الأمر كله.
قال الله تعالى : ( ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم ...يا أيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض لا اله إلا هو فأنى يوفكون ) القرآن الكريم سورة فاطر ، الآية : 2-3 .
وقال تعالى : ( يد الله فوق أيديهم ...) هؤلاء الذين رؤؤوا أن الله وحده فعملوا ووحدوا وأخلصوا وهنا يكمن الشعور بالتفوق والانتصار لدين الله تعالى قال الله سبحانه : ( فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز ....) وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور - والدنيا تغر وتضر وتمر- السباق في الدنيا سباق أحمق لأن الموت ينهي كل شيء ويوقف كل الأعمال والدنيا كلها أحزان : ( الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن ...). إن هذه الدنيا كما قال رسول الله (ص) دار ابتلاء والتواء وليست دار استواء .
وقال رسول الله (ص) :" إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية – أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعوا له " والدعاء : اللهم اغفر لأبي اللهم ارحمه اللهم اسكنه الجنة اللهم ضاعف حسناته اللهم كفر سيئاته اللهم ارفع درجته في المهديين ) وما أشبه هذا من الدعوات الطيبة - وهذه الأعمال تطول وتستمر ولا تنتهي عند الموت بل هي مستمرة إلى الأبد .
-إن المؤمن القوي أحب عند الله من المؤمن الضعيف وهذا مصحوب بالعمل الذي يتناسب مع طلب الجنة وإلا أصبح استئذابا أو مستأذب فهو ذنب من الذنوب – والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني ( بضائع الحمقى )وفي الأثر أن طالب العلم إذا مات وهو على هذه الحالة مات وهو شهيدا .
-والأعمار بالأعمال تتساوى إذا وافقت شرع الله الكريم ويكون صاحبها مخلصا لربه تبارك وتعالى ، وقد عرف شيخ الإسلام العبادة بأنها اسم جامع ، لكل ما يحبه ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة وهي متنوعة وكثيرة.
فالايمان بالله والتوبة النصوحة ( من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه ، التوبة سلوك يومي وانقياد أخلاقي مع الله ، رحمة الله متفتحة أبوابها عن التوبة ، والله يريد أن يتوب عليكم).
- طلب العلم ( عالم واحد أشد على الشيطان ، لذلك يقول الرسول عليه الصلاة والسلام من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله عليه به طريقا إلى الجنة).
-ذكر الله تعالى (ق- ر: ألا أنبأكم بخير أعمالكم وأزكاها عند ملككم ، وخير لكم من انفاق الذهب والفضة ).
-اصطناع المعروف والعمل الصالح لا يندم المرء حيث يأتيه ملك الموت إلا على عمل صالح يقول الرسول عليه الصلاة واتلسلام :كل معروف صدقة).
-الدعوة إلى الله فرض عين : ( ق-ر: بلغوا عني ولو آية ).
-الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: (من راى منكم منكرا فليغيره بيده ...).
-قراءة القران الكريم – تعلم القرآن وتعليمه .
-الحب في الله والبغض في الله : ( حديث يوم يضله في ظله يوم لا ظل الا ظله .
-زيارة المريض ومساعدة الناس والستر على الناس وحسن الخلق والحلم سيد الأخلاق.
-الصدق والابتعاد عن الكذب – كضم الغيض.
-كفارة المجلس: ( من جلس في مجلس فكثر عليه لغطه قام من مجلسه وقال سبحان الله وبحمده وأشهد أن لا اله الا الله وأثوب اليك واستغفرك إلا غفر الله لك في محلك.
-الصبر - والصلاة لوقتها - الحج المبرور معناه : ( أن يكون من مال حلال – أن يبتعد عن الفسق والإثم والمعصية – أن يأتي بالمناسك وفق السنة – أن لا يراني بحجة بل يخلص فيه لربه- أن لا يعقبه بمعصية أو اثم) - وبر الوالدين –الجهاد في سبيل الله – المداومة على الطاعات وإن قلت – أداء الأمانة – العفو عن الناس – النفقة في سبيل الله -المسلم من سلم المسلمين من لسانه ويده -إطعام الطعام - إفشاء السلام على من عرفت ومن لم تعرف- تعين ضائعا أو تصنع لأخرى - تدع الناس من الشر فإنها صدقة.
-كفالة اليتيم -الوضوء -الشهادة بعد الوضوء - الترديد خلف المؤذن.
-بناء المساجد – السواك – الذهاب إلى المساجد – إحسان الصلاة – صلاة الفجر وصلاة العصر – صلاة الجمعة .
-ساعة الاستجابة من يوم الجمعة: لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله خيرا إلا أعطاه ،كما في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم.
-الحفاظ على السنن الراتبة : اثنا عشر ركعة منها اربعة قبل الظهر في تسليمتين واثنتان بعدها في تسليمة واحدة واثنتان بعد المغرب في تسليمة واحدة واثنتان بعد العشاء في تسليمة واحدة واثنتان قبل صلاة الفجر في تسليمة واحدة وقد كان النبي يحافظ عليها في الحضر وينصح أصحابه بصلاتها – صلاة ركعتين بعد الوقوع في الذنب - صلاة الليل – صلاة الضحى – الصلاة على النبي -الصلاة على الميت.
-الصوم – صوم الأيام البيض من كل شهر – صيام رمضان - صيام ستة من شوال – تفطير الصائم - قيام ليلة القدر- الحج والعمرة ( العمرة الى العمرة كفارة لما بينهما ) (والحج ليس له جزاء الا الجنة ) .
-العمل في الأيام العشر من ذي الحجة -الجهاد في سبيل الله -حفظ اللسان والفرج .
-فضل قول لا اله الا الله – قول سبحان الله وبحمده -إماطة الأذى عن الطريق.
-طاعة المرأة لزوجها- تربية وإعالة البنات – الإحسان إلى الحيوان – ترك المراء
( الله واحد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفئا أحد والطريق إليه بعدد أنفاس الخلائق ،فأن تكون أبا رحيما تعتني بأولادك وتهتم بدينهم بصلاتهم باستقامتهم بعملهم اليومي ،أن تكون زوجا صالحا رؤوفا رحيما أن تكون ابنا بارا بوالديك ، أن تكوني زوجة مخلصة لزوجك-أن تكون موظفا تخدم وطنك والمواطنين – أن تكون مواطنا لا تكذب على الدولة لا تنافق وكل أفكارك يجب توافق كتاب الله عز وجل.)
-صلة الرحم -عدم سؤال الناس شيئا : ( فقد ورد عن رسول الله عليه الصلاة والسلام ، حيث قال : " لا يتمنى أحدكم الموت من ضر أصابه " حتى لا يتمناها فإذا كان فاعلا فيقول : " اللهم أحييني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفاني إذا كانت الوفاة خيرا لي "هذا هو الدعاء النبوي الذي أمرنا به ،والدعاء الذي ندعو به نحن دائما هو : " اللهم اصلح لنا ديننا الذي عصمة أمرنا ..واصلح لنا دنيانا التي لنا فيها معاشنا...واصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا...واجعل الحياة زاد لنا من كل خير ..واجعل الموت راحة لنا من كل شر" .
وعن رسول الله (ص) قال : " إن للموقف ألف هول ، أدناها الموت ، وأن للموت 99 جذبة لألف ضربة بالسيف أهون من جذبة منها – فمن أراد أن يؤمنه الله من تلك الأهوال فعليه بعشر كلمات خلف كل صلاة ، وهي اللهم إني أعددت لكل هول : لا اله إلا الله – ولكل هم ما شاء الله ولكل نعمة الحمد لله – ولكل رخاء وشدة الشكر لله – ولكل أعجوبة سبحان الله – ولكل ذنب أستغفر الله –ولكل مصيبة إنا لله وإنا إليه راجعون – ولكل ضيق حسبي الله ولكل قضاء وقدر توكلت على الله ولكل طاعة ومعصية لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .
وقسم يجذب الروح وهو سماع الخطاب من الغيب وذلك أن عزرائيل عليه السلام ينزل على المؤمن فيجذب الروح من الجسد فلو جذبها بألف سلسلة ما خرجت فيقول الله دعها فإنها لا تخرج إلا بسماع مناديها : ( يا أيتها النفس المطمئنة ...) فتخرج طائرة من حلاوة الخطاب فلا تزال طائرة إلى يوم القيامة – فيقال لها: ( ارجعي إلى ربك راضية مرضية ، فادخلي في عبادي وادخلي جنتي ...) أي جسدك فتفرح بالجسد ويفرح الجسد بها فتقول أنا ما قــر لي قرار ، ويقول الجسد أنا أكلني الدود والتراب فيناديها مناد ليس بعد هذا الاجتماع فراق – ويأتي إليه ملك ، فيقول أبشر كلما اندرست عظامك محيت أنامك – ويؤيده قول النبي (ص) الموت كفارة لكل مسلم .
-عن رسول الله :" أكثروا ذكر الممات " كي تثوب إلى الله ولا تخرج عن منهج الله ولا تأكل المال الحرام ولا تتعدى عن حقوق إنسان ، والإنسان أمام قانون الضبط الرباني يجب أن لا ينحرف ويجب أن يستعد للامتحان – والموت أفضل ألف مرة من الفتنة قال تعالى : ( الفتنة أشد من القتل ) .
-قال الله تعالى : ( وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت ...)وعن رسول الله تعالى ، قال : " من ربا ثلاث بنات وأعدل بين أبناءه دخل إلى الجنة "رواه البخاري.
-الإنسان مهما اعتنى بدنياه ، فإن مثواه الأخير معروف ولو كان في بحبوحة على الغرور فالموت يحجمه.وعن رسول الله (ص):" الموت فزع ، إنا لله وإنا إلى ربنا لمنقلبون " اللهم اكتبه عندك في المحسنين واجعل كتابه في عليين .
-ومن أدعية الرسول الكريم :" اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحييني ما علمت الحياة خيرا لي – وتوفني إذا علمت الحياة خيرا لي – اللهم إني أسألك خشيتك في الغيب والشهادة – وأسألك كلمة الحق في الرضا والغضب – وأسألك القصد في الغنى والفقر – وأسألك نعيما لا ينفذ – وأسألك برد العيش بعد الموت – وأسألك لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقاءك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة – اللهم بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين "
-صورة من صور الصحابة رضوان الله عليهم : سيدنا عمرو بن العاص ...وهو الذي التمس من رسول الله أن يبسط يده فلما بسطها اشترط شرطا ثم وافقه رسول الله فبايع وانصرف على الإيمان بالإسلام.
وعزتي وجلالي لأقبض عبدي المؤمن وأنا أرحمه إلا ابتليته بكل سيئة كان عملها سقما في جسده أو اقتارا في رزقه أو مصيبة في ماله أو ولده ، حتى أبلغ منه مثل الذر ـ فإذا بقي عليه شيء شددت عليه سكرات الموت ..حتى يلقاني كيوم ولدته أمه.إن الجن والإنس في نبإ عظيم أخلق ويعبد غيري وأرزق ويشكر سواي خيري الى العباد نازل وشرهم صاعد أتحبب إليهم بعمتي وأنا الغني عنهم ويتبغضون إلي بالمعاصي وهم أفقر شيء إلي – من أقبل علي منم تلقيته من بعيد ومن أعرض عني منهم ناديته من قريب أهل ذكري أهل مودتي أهل شكري أهل زيادتي أهل معصيتي لا أقتطعهم من رحمتي إن تابوا فأنا حبيبهم وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم ابتليهم بالمصائب لأطهرهم من الذنوب والمعايب – الحسنة عندي بعشرة أمثالها وأزيد والسيئة بمثلها وأعفوا وأنا أرأف بعبدي من الأم بولدها حتى الإنسان المظلوم يستجيب الله دعاءه ولو لم يكن مسلما يستجيب دعاءه باسم العدل ويستجيب أيضا لدعاء المضطر ولو لم يكن مؤمنا أو مسلما : ( من يجيب المضطر إذا دعاه هو ينتظرنا بحبنا جميعا ) هذا الفهم الصحيح للإسلام خالق الأكوان ذات كاملة كماله مطلق .
خلقنا ليسعدنا – خلقنا ليرحمنا – خلقنا لجنة عرضها السموات والأرض ، والحمد لله رب العالمين – الدعاء والسلام .

العلمي الحروني : من أجل استراتيجية شاملة للعدالة الانتقالية بالمغرب
الرباط تحتضن ندوة دولية حول إخراج ملف الصحراء المغربية من اللجنة الأممية الرابعة في ضوء قرار مجلس الأمن 2797
انطلاق أشغال الدورة العادية الـ 36 للمجلس العلمي الأعلى
القناة الثانية تكشف عن برمجتها الخاصة لمواكبة كأس أمم إفريقيا المغرب 2025
أوكي..